قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، إن أكبر مستشفى في غزة توقف عن العمل، وإن الوفيات بين المرضى في ارتفاع، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي العنيف على القطاع الذي تسيطر عليه حركة (حماس).
وتحاصر القوات الإسرائيلية المستشفيات في شمال القطاع، بما في ذلك مجمع الشفاء. وقال أفراد الطاقم الطبي إن المستشفيات تتمكن بالكاد من رعاية من بداخلها، مع وفاة ثلاثة أطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء، فيما يواجه المزيد الخطر في ظل انقطاع التيار الكهربائي وسط قتال عنيف في المنطقة المحيطة بالمستشفى.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف مقاتلي حماس الذين شنوا هجمات مميتة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مضيفة أن الحركة لديها مراكز قيادة تحت المستشفيات وبالقرب منها.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن المنظمة تمكنت من التحدث إلى العاملين في مجال الصحة في مستشفى الشفاء، الذين وصفوا الوضع “المروع والخطير” مع إطلاق النار المستمر والقصف مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الحرجة بالفعل.
وذكر في منشور على موقع إكس “من المؤسف أن عدد وفيات المرضى ارتفع بشكل كبير”، مضيفا أن الشفاء “لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن”.
وانضم تيدروس إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة الآخرين في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال “لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس”.
وتقول إسرائيل إنها تحاول إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة احتجزهم مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وتقول إنه يجب إخلاء المستشفيات.
وندد الاتحاد الأوروبي بحماس لاستخدامها “المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية” في غزة، بينما حث إسرائيل أيضا على إظهار “أقصى درجات ضبط النفس” لحماية المدنيين.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الأحد في بيان صدر نيابة عن التكتل المؤلف من 27 دولة إن “هذه الأعمال القتالية تؤثر بشدة على المستشفيات وتلحق خسائر مروعة بالمدنيين والعاملين في القطاع الطبي”.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن حماس تستخدم المستشفيات والمرافق المدنية الأخرى لإيواء المقاتلين والأسلحة، وهو ما وصفه بأنه انتهاك لقوانين الحرب.
وقال سوليفان لمحطة (سي.بي.إس) الإخبارية “الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث تتقطع السبل بالأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية وسط تبادل إطلاق النار، وأجرينا مشاورات نشطة مع قوات الدفاع الإسرائيلية بشأن هذا الأمر”.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس قبل أكثر من شهر بعد أن اجتاح المسلحون جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن 11078 من سكان غزة قتلوا في غارات جوية وقصف مدفعي منذ ذلك الحين، حوالي 40 بالمئة منهم من الأطفال.
وأثار الرد العسكري الإسرائيلي الغضب أيضا، إذ تظاهر مئات الآلاف في عواصم حول العالم مطالبين بوقف إطلاق النار.
ويقول داعمو إسرائيل، بما في ذلك في واشنطن، إن وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها والاستعداد لشن المزيد من الهجمات، لكن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل للسماح بفترات وقف للقتال للسماح برحيل المدنيين ودخول المساعدات.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث أمس الأحد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن التطورات في غزة، أيد ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس “دون مزيد من التأخير”.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ندد “بشكل قاطع” باحتجاز حماس للرهائن، بمن فيهم العديد من الأطفال الصغار، ومن بينهم طفل أمريكي يبلغ من العمر ثلاث سنوات قُتل والداه في هجوم السابع من أكتوبر .
وأثار الصراع أيضا مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا. وتبادلت جماعة حزب الله، المدعومة من إيران وتتخذ من لبنان مقرا، الهجمات الصاروخية مع إسرائيل، وشنت جماعات أخرى مدعومة من إيران في العراق وسوريا ما لا يقل عن 40 هجوما منفصلا بطائرات مسيرة وصواريخ على القوات الأمريكية.
وقال مسؤول دفاع أمريكي لرويترز إن الولايات المتحدة نفذت ضربتين جويتين في سوريا ضد جماعات متحالفة مع إيران أمس الأحد فيما يبدو أنه أحدث رد على الهجمات.
قال الجيش الإسرائيلي إنه عرض إجلاء الأطفال حديثي الولادة ووضع 300 لتر من الوقود عند مدخل مستشفى الشفاء مساء السبت لكن حركة حماس منعت كلا العرضين.
ونفت حماس رفضها الوقود وقالت إن المستشفى يخضع لسلطة وزارة الصحة في غزة، مضيفة أن كمية الوقود التي قالت إسرائيل إنها عرضتها “لا تكفي لتشغيل مولدات (المستشفى) لأكثر من نصف ساعة”.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن ثلاثة أطفال حديثي الولادة توفوا من بين 45 طفلا في حاضنات مستشفى الشفاء.
وقال جراح تجميل في مستشفى الشفاء إن قصف المبنى الذي يضم الحاضنات أجبرهم على وضع الأطفال الرضع في صف واحد على أسرة عادية، باستخدام الطاقة القليلة المتاحة لتشغيل مكيف الهواء لتدفئتهم.
وأضاف الدكتور أحمد المخللاتي “نتوقع فقدان المزيد منهم يوما بعد يوم”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مستشفى القدس خرج عن الخدمة أيضا وإن الطاقم الطبي في المستشفى يبذل جهودا مضنية لتقديم الرعاية للمرضى هناك في ظل شح الدواء والغذاء والماء.
وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر “مستشفى القدس معزول عن العالم منذ ستة أو سبعة أيام. لا يوجد طريق للدخول أو الخروج”.
(رويترز)