ناصر الظاهري
رغم أنهم فئة قليلة وباغية، إلا أن لأصواتهم النشاز ضجيج، مهمته سرقة الفرحة، وتضييق الصدر المنشرح، وتعكير صفو الضحكة، هم لا يهمون العقلاء الحكماء والواعون، لكنهم يجرحون سعادة الناس البسطاء والمحبون بصدق، شهادة نجاح وتفوق وتميز أي فعل إماراتي، والذي يحمل علامة «صنع في الإمارات» رغم أنها علامة الجودة، وفخر الصناعة، وسعادة للعرب من المحبين وللأصدقاء من المودين، إلا أنها غدت شوكة في حلق الجاحدين، لماذا أصبحت هذه الجملة تثير عقيرة الآخرين الحاقدين، وتجعلهم ينفثون ما في صدورهم من غل دفين؟ علامة «صنع في الإمارات» جملة لا يحبها المبغضون، ولا أصحاب الأجندات، ولا الفاشلين الذين يجيدون في التآمر، وزرع الضغائن، والفرح بالحرائق في كل مكان.
كل نجاح تصنعه الإمارات ويحمل علامتها المنيرة والمتميزة سواء في التفوق الاقتصادي أو الصناعي أو خلق الريادة في الأعمال الإبداعية والخدمات الحضارية وفي الإنشاءات المعمارية، بل حتى في فعل الخير والإحسان للآخر المحتاج أو المبتلي بفعل كوارث طبيعية، في الإمارات هذا التوقيع الذي يحمل مهز وختم الإمارات في كل أعمالها المتفردة والريادية لم يأت إلا بعد تعب وجهد ونجاح ومتابعة، لكن سيخرج له أعداء النجاح، وغرماء الجغرافيا، والتاريخ، والمستأجرون والذين يحبون أن يحاربوا عن بعد، ومن جحور وكهوف الظلام، وسيشوهونه بكلمة ساخرة، وسيمسحون درجة تفوقه بعبارة هازئة، لا لعيب في الصناعة، ولا لعدم الجودة، ولا للتميز، يفعلون ذلك لأنه متبوع باسم الإمارات، فلو فاز حصان في سباق جنوب فرنسا، تابع لاسطبلات في الإمارات، فسيمطرون ذلك الحصان باللعنات، وسيهيلون عليه من المذمات وصفات الرعونة، رغم أنه حصان عربي أصيل، معروف السلالة، ممدوح الخصال، وله تاريخ في السبق، نفس هذا الحصان لو كان المالك من سورينام، فسيزيدون على خصاله خصالاً، ويغالون في ثمنه وسيرته، وتاريخ أصوله، ولو فاز أحد مخرجي الإمارات في مهرجان سينمائي دولي، أول تعليق من أولئك البشر، سارقو الفرح، بكم رشت الإمارات أعضاء لجنة التحكيم ليفوز مخرجها؟ لكن لو قلت لهم أن المخرج سنغافوري الجنسية، كان يعيش في الإمارات، فسيتغير الرامون بشرر، المتحاملون على اسم الإمارات، وسيكيلون المدائح في ظل السنغافوري العالي، شخصية إماراتية جميلة ومجتهدة في علمها وعملها، ترشحت لمنصب عال في إحدى الاتحادات الكروية أو المنظمات الدولية، تحولت كل الأبواق النشاز ضدها، وضاقت صدور المغرضين، وأصبحوا كمن لطم على خده أو قرع رأسه، والسبب لأن المرشح فقط من الإمارات، ومن صنع الإمارات، ولو ظهر مرشح آخر ضده من جمهورية «توغو» فسيناصرونه، ويوازرونه، رغم أنهم لا يدرون أين تقع «توغو»، وسيحاولون بقدر ما يستطيعون أن يعيقوا نجاح مرشح الإمارات، وتفوق الإمارات، المشكلة في مثل هؤلاء أنهم من الجهلة، ومن الممارين بالجهل، فحين انطلق «مسبار» الإمارات، انطلق مدويّاً بتلك المفاجأة التي ألجمتهم، وحارت حميرهم في المطلع، فلا عرفوا إلا أن يأتوا بالدجل والجهل والكذب على البسطاء والجهلاء والمنتفعين ليخلطوا الحقائق العلمية بالبهتان المبين، غير أن الإمارات ما ضرها أولئك، بل تقدمت خطوات سريعة وإلى الأمام في الطاقة وفي علوم الفضاء.
أعداء «صنع في الإمارات» تعرفهم من وجوههم التي غادرها الفرح، فهي كالدخان، وأشد حلكة، ومن زَبَد الكذب على أطراف أشداقهم، ومن ما يعتمل في صدورهم الضيقة بما هو من الإمارات، وخرج بفضل الإمارات وبجهود أبنائها، وحكمة قيادتها!
الاتحاد